الأحد، 8 فبراير 2015

مما تعلمت (١)

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير عليكم جميعاً، أتمنى تكونوا بألف خير و صحة و عافية…

وصلني استفسار من إحدى الأخوات الصيدلانيات حديثي التخرج وجاء فيه: 



في الحقيقة الاستفسار رائع جداً و هذا يدل على الحرص الشديد على أن نتعلم و نطور من قدراتنا في التعامل مع الآخرين في محيط العمل…


مما تعلمت في خلال عملي في مختلف الأعمال التطوعية منها و التدريبية أو حتى الصيفية، هو أن الممارسة أفضل طريقة للتعلم، و أقصد بالممارسة هنا هو أن نجرب أن نتعامل مع الناس و المجتمع في مجالات مختلفة بشكل عام، و لا نحاول أن نضيق دائرة التجربة على الصيدليات و المستشفيات، لأسباب كثيرة منها:

  • قد تكون التجربة في الصيدليات و المستشفيات ناقصة بسبب المهام المحددة التي سوف نحصل عليها من إدارة التدريب.
  • إن حصلنا على مهام أكثر قد يكون التعامل مع المراجعين ليس من تلك المهام “على الأقل حسب تجربتي في المستشفيات”.
  • ربما نتعلم أساليب التعلم مع الآخرين من قبل من نعمل معهم و لكنها حتماً لا تجسد الشكل الصحيح للتعامل.

وهذه الأسباب تنطبق على تجربتي في العمل بالمستشفى خلال الصيف، أو حتى في فترة الإمتياز التي أعيشها حالياً، لم أختلط كثيراً بالمرضى، لكني أتابع عن بعد ما يحدث حولي و أضع حلاً شخصياً للمشاكل التي تقع في التعامل مع المرضى، و أطباع المرضى المختلفة، ولكن سأكون واقعياً عندما أقول بأنني لم أتعلم ذلك من التدريب أو سنة الإمتياز!

من تلك التجارب التي وضعت لها تصورات في التعامل في حال كنت في التعامل مع المراجعين:
  • حاول أن تبتسم للمريض و تلقي عليه التحية و تجعله يرتاح للتعامل معك، فهو كأي إنسان آخر سيعاملك بالمثل أو لنقل “على الأغلب سيعاملك بالمثل”.
  • سيأتي بعض المرضى بإنطباعات مسبقة أو حتى تعاملات سلبية سابقة مع بعض الطاقم الطبي، حاول أن لا تصعب الأمر أكثر و تزيده سوءاً، بل حاول أن تعكس إنطباعاً بأنك ستهتم به و ستقوم بعملك على أتم وجه لأن هذا حق من حقوقه لابد أن يصله على أفضل وجه ممكن.
  • عوّد المراجعين على أن يلتزموا بالنظام و أنهم بذلك يقوموا بواجبهم كمراجعين ليصلهم الدواء الصحيح و يساهموا في رقي المجتمع، فالمسوؤلية ليست على الصيدلي فحسب بل هي مشتركة وعلى عاتق الجميع.

حسناً، إذا أستبعدنا مجالاتنا في التطبيق و الممارسة، فما هي المجالات التي قد نستطيع أن نكتسب من خلالها خبرة في التعامل مع الآخرين؟
الإجابة المختصرة هي أن نعمل في أي شيء له تواصل مباشر مع الجمهور، سواءاً تطوعياً أو بمقابل راتب.

بخصوص العمل التطوعي فلا أحتاج للحديث عنه فهو منتشر و بكثرة و أرى أن له أبعاد كثيرة منها الإيجابي و منا ما دون ذلك، كانت لي تجارب عديدة ولله الحمد في العمل التطوعي دونت إحداهم هنا “مشاركتي في مهرجان الوفاء”، تستطيعوا الإطلاع عليها لربما تستفيدوا مما جاء فيها..
دعونا نسهب في الخيار الثاني المتوفر لنا، ألا و هو العمل بمقابل مادي..

هنا أيضاً تعددت التجارب في هذا المجال و للأسف لم أدون أياً منها، أفكر بشكل جدي أن أدونها أو على الأقل بعض منها.

البداية:


البداية كانت في أواخر المرحلة الثانوية، فقد كانت البداية الرسمية بالعمل في مطعم بيتزا هت، حيث بدأت بفترة تدريبية قصيرة جداً، إلى أن أصبحت ممن أستمروا لما بعد فترة التدريب و تعينت في خدمة العملاء، تعلمت دروس كثيرة جداً في التعامل مع الناس بشتى أجناسهم، فتارة نجد الثرثار و أخرى نتعامل مع العصبي و كذلك المستعجل، لن أخفي بأني تمنيت أن لا أكون في تلك المواقف بل على العكس كنت أعتقد وقتها بأنني أتخذت القرار الخاطئ عندما أقدمت على العمل، و أن سوق العمل تحتاج لمن يكون قوي جداً و أن فترة التدريب التي منحت لنا لابد أن تطول لفترات أكبر لكي نتعلم ممن يدربونا كيف نتعامل!

لم تقف القصة عند نهاية فترى العمل في بيتزا هت بل أستمرت لما بعد ذلك عندما تقدمت مرة أخرى إلى مطعم آخر “سأذكر حكايتي معه في تدوينة منفصلة و مفصلة بإذن الله”، بدأت هذه المرة بداية مختلفة نوعاً ما لأنها أتت بعد سنتين أو ثلاث سنوات من تجربة بيتزا هت، ولكنها أستمرت لسنتين..

كانت بدايتي كمستقبل لطلبات عبر الهاتف، و تدرجت إلى مساعد كاشير، ثم كاشير، ثم مسؤول فرع إلى أن وصلت إلى مدير فرع و لله الحمد.

كانت تجربتي الأولى مفتاح لنجاحي في التجربة الثانية، فالتعلم بالممارسة له أثر كبير في رسم جميع الملامح التي تساعد للسير في الطريق الصحيح نحو النجاح في أي مهنة أو عمل نقوم به…

قف لحظة يا موسى لعلك خرجت عن الموضوع قليلاً أليس كذلك؟، فأنت تسرد قصتك في المطاعم!، ما علاقة ذلك بالتعامل مع المرضى؟ و ما علاقة ذلك بعملك كصيدلي؟

قد يبدوا كذلك للوهلة الأولى و لكن دققوا النظر قليلاً، نحنا كمقدمين للرعاية الصحية بشكل عام و كصيادلة بشكل خاص سنتعامل مع نفس الأشخاص الذين نتعامل معه في المطاعم سنقدم لهم وجبات “بغض النظر عن أختلاف أنواعها” كما نقدمها لهم في المطاعم أو الأسواق أو حتى في التثقيف الصحي كأعمال تطوعية…

ممارسة العمل و الإختلاط مع الناس هو من يقدم لنا الدروس المثمرة في كيفية التعامل و التصرف معهم، و أختار الله لي مجال المطاعم لحكمة يراها بكل تأكيد، و بفضله و منه تعلمت ما لم أكن أتخيل بأني سأتعلمه في حياتي ما لم أسلك ذاك المسار!، ففي المطاعم سيمر عليكم كافة طبقات المجتمع بمختلف طباعهم، ستواجهون الغني و الفقير، الطيب و المحتال، الصبور و المستعجل، الشجاع و الجبان، الطفل و الشاب، و عليك أن تبني مما تمر به من أحداث طرق للتعامل معهم و بكل تأكيد سيساعد في الإضافة لمخزونك المعرفي العديد من المفاهيم و الأساليب المفيدة لك و لهم أيضاً…

إذاً لنلخص التدوينة في النهاية:


  • فن التعامل مع الناس هو فن نكتسبه بالممارسة فلا تكفي دروس مكتوبة أو نصائح مسرودة “قد تساعد لكنها لن توصلنا للإتقان”.
  • لنستطيع الممارسة لابد من أن نجد طريقة ما نستطيع فيها صقل مهاراتنا لنبني أسلوبنا الخاص في التعامل مع من حولنا بشتى توجهاتهم.
  • الصبر هو المفتاح السحري في التعامل مع الناس، حاول أن توازن في التعامل معهم و كذلك أن تقوم بعملك بكل إتقان.
  • كل يوم تعمل فيه في أي مجال “وإن لم يكن في مجال مهنتك”، هو خطوة من خطوات النجاح المهني.
  • ستواجهكم العديد من العثرات و الكبوات في أي مجال ستعملوا فيه، ثقوا تماماً بأن طريقكم ليس معبداً بالورود، ولكنكم ستصلون إن أصررتم على المواصلة فلا تيأسوا بل جدوا و ثابروا و حتماً ستصلون بإذن الله.

في الختام:


أتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم هذه التدوينة و أن تكون فيها الفائدة المرجوة.

مما لا شك فيه بأنكم أيضاً مررتم بتجارب و مواقف في التعامل مع من حولكم، نأمل أن تشاركونا بها عبر التعليقات، لتعم الفائدة للجميع...

إلى أن نلتقي في تدوينات أخرى، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه…



دمتم بكل تفاؤل :-)

السبت، 7 فبراير 2015

بسم الله نبدأ

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير على الجميع

بعد التوقف الطويل في مدونتي على Wordpress أعود من جديد عبر هذه المدونة المقدم عبر Blogger، أتمنى أن تكون فاتحة خير و أن أكمل ما بدأته من تدوين بإذن الله

وددت أن أعرف أرائكم و تجاربكم و تعاملكم مع المنصتين Wordpress و Blogger، عبر التعليقات في الأسفل

شكراً جزيلاً لمتابعتكم

دمتم بكل أمل :-)